مايلي Admin
عدد المساهمات : 166 نقاط : 28453 السٌّمعَة : 2 تاريخ التسجيل : 25/06/2009 العمر : 29
بطاقة الشخصية الواحة: 6
| موضوع: حلم ..لكن هو حقيقة!! الثلاثاء يوليو 14, 2009 12:23 pm | |
| كتب السيّد ( فرانك ادوارد ) فى كتاب ( اعجب من العلم ) : هـل يـمـكـن ان يـرتـبـط النـاس مـع بـعـضـهـم البـعـض فـكـريـّا تـحـت ضـغـط روحـىّ شـديـد ؟ إ نـّ الدلائل المـتـوفّرة فى هذا المجال تثبت عدم وجود اىّ قصّة تذارع قصّة الفتاة الشابّة فى الا ثارة ، وقد تحقّقت احلامها وكانت نتائجها مذهلة وباهرة حقّا .
لقـد اوجـدت هـذه الفـتاة متاعب كثيرة لسلطان مدينة ( جرناك ) البولونيّة ؛ إ ذ انّها تراجعهم باستمرار ، وتطلب مـنـهم نجدتها ليبحثوا عن خطيبها المفقود . وكان جنديّا شابّا انخرط فى الجيش البولونى اثناء الحرب العالمية الاولى ، ثمّ انمحى اثره خلال هذه الحرب الضروس ، شاءنه شاءن الملايين من الشعب البولونى .
وفـى تـشـريـن الاوّل مـن عـام ( 1918 م ) رات هـذه الفـتـاة التـى يـطـلق عـليـهـا ( مـارنـا ) اوّل حـلم مخيف حول الجندى المفقود . رات فى الحلم خطيبها يمشى فى نفق مظلم وفى يده شمعة ، فوضع الشمعة على الارض ؛ لكى يرفع صخورا واخشابا تحول دون مواصلة طريقه بيديه المجرّدتين . إ لاّ انّه اخفق فى ذلك ، فسقط على الارض وهويئنّ من الا رهاق .
والمثير فى هذا الحلم انّ المشهد تكرّر عدّة مرّات متوالية ، ولم يتغيّر إ لاّ فى اواسط صيف عام ( 1919 م ) ، فطرا عـليـه تـغيير بسيط ؛ إ ذ رات فى الحلم قصرا مشيّدا على قمّة تلّ ، وقد انهار احد ابراجه مخلّفا كومة من التراب والاخـشـاب . وحـيـنـمـا صعدت فوق الانقاض سمعت صوت استغاثة بصورة متناوبة . وعرفت الصوت فورا ، إ نّه صوت خطيبها ( ستانلا ) الذى اختفى العام الماضى ! إ نّ الصوت ينبعث من تحت الانقاض ، فحاولت رفع الاحجار والوصـول الى مـصدر الصوت ، ولكنّها لم تستطع ذلك ؛ لانّ الصخور كانت ثقيلة ، فاضطرت بقلب يعتصره الحزن الى مغادرة المكان ، وهنا استيقظت من النوم .
رات الحـلم مـرارا وتـكـرارا وحـكـته لامّها ، وهذه بدورها حكته ايضا لقسّ القرية ، ولم يصدّق القسّ بهذا الكلام ، وعـزا الاحـلام المـرعـبـة الى الحـالة الروحـيـة المتردّية للفتاة المنكوبة . ولكنّ ( مارنا ) لاتنسحب من الميدان بهذه البساطة ، واخذت تفكّر فى مكان القصر ذى البرج المنهار الذى راته فى المنام . إ نّها لا تعلم عنه شيئا ، بيد انّها تدرك انّ البحث عن قصر كهذا عمل شاقّ للغاية ؛ لانّ القصور القديمة كثيرة فى هذه الناحية من اوربا ، وإ نّ بعضها قد تداعت اركانها وتحتاج الى تشييد وتجديد ، واصبح بعضها فى عداد الا ثار التاريخية .
إ نّ الاحـلام قـد سلبت منها لذّة الرقاد ، فهى ترى خطيبها فى الاحلام سجينا فى النفق ، وترى القصر المتصدّع وتـسـمـع اسـتـغاثته . ولم يكن عندها المال الكافى ، فاضطرّت الى قطع الطريق مشيا على قدميها ، وعرّجت على اماكن شوهد فيها خطيبها آخر مرّة . كانت المهمّة صعبة وفرص النجاح فيها ضئيلة للعثور على ضالّتها المنشودة .
وفـى اثناء رحلتها نامت على قارعة الطريق من شدّة الارهاق . وكانت تقتات على الطعام الذى يقدّمه لها الفلاّحون الكـرمـاء ، وكـانـوا يصغون الى قصّتها الماءساوية ، وهم على يقين من انّ مهمّتها لا يكتب لها النجاح ؛ إ ذ سمعوا الكثير من هذه القصص الحزينة حول ماسى الحرب واهوالها ، وقد احتلّت قصص اختفاء الجنود الشبّان الصدارة منها ، ولعلّ هناك قصورا قديمة ومتصدّعة كثيرة ولا احد يعلم ما فيها .
وفـى اليـوم الخـامـس والعـشرين من شهر نيسان عام ( 1920 م ) وصلت ( مارنا ) الى قمّة تلّ قرب قرية صغيرة اسـمـهـا ( زلوتـا ) ، تقع فى الجنوب الشرقى لبولونيا . ووقع نظرها على قصر شيّد على القمّة ، فاءطلقت فجاءة صيحة تدلّ على الابتهاج ! إ نّه نفس القصر الذى راته فى الحلم ! جـرت مـسـرعة نحو القرية عبر طريق ترابى منحدر والدموع تتحادر على خدّيها ، ووقعت عند عين جارية فى ميدان القـريـة ، وسـرعـان مـا احدق بها القرويون ، ووصلت قوّات الدرك الى المكان بعد ان شاهدت الزحام . وكانت ( مـارنـا ) لا تـسـتـطـيـع الكـلام سـوى الا شـارة بـاصـبـعـهـا نـحـو القـصـر والقول : هو هو ، إ نّه نفس القصر ! لم يـفـهم الدركى ما ترمى إ ليه ، ولم يدرك احد مغزى كلامها ، إ نّهم يعلمون جميعا بوجود قصر هناك مضت عليه مئات السنين ، فما السبب الذى حدى بهذه الفتاة المذهولة ان تثير الانتباه حوله ؟! ثمّ سردت ( مارنا ) الحلم الذى راته لهؤ لاء ، ولكنّهم لم يصدّقوا بكلامها ، وظنّوا انّ الهوى قد تيّمها وطوّح بها فـى عـالم الخـيـال . فـعـزمـت عـلى المـسـيـر الى القـصـر ، وهـمـّت بالعمل وحدها ؛ لتبحث عنه بين الركام . وتبعها بعض الناس يدفعهم حبّ الاطّلاع ، وراوا انفسهم مجبرين على مدّيد المـسـاعـدة لهـا لا زاحـة الصـخـور والتراب . واستغرق العمل يومين بتمامهما ، وفى اليوم الثالث لاحت كوّة بين الانـقـاض ، وسـمـعـوا صـوتـا لانـيـن إ نـسـان يـنـبـعـث مـن خـلال ذلك الحـيـّز المـظـلم ، فـاءصـيـبـوا بالذهول والحيرة ! وحـيـنـمـا سـمـعـت ( مـارنـا ) الصـوت انـدفـعت تزيل الصخور باءظفارها وهى تصرخ كاءنّها مجنونة ، فاءبعدها القـرويـّون وانـكـبـّوا عـلى تـوسـيـع فـوهـة الكـوّة ؛ لكى يمكن لاحدهم النفوذ من خلالها . واخيرا اخرجوا ( ستانلا اومـنـسـكـى ) مـن مـكـمـنـه وهـو فـى حـالة يـرثـى لهـا ؛ إ ذ كـان شـاحـب اللون ، ذا اسـمـال بالية ، يتّقى ضوء الشمس بيديه ؛ لمضىّ سنتين عليه وهو يقبع فى ذلك القبو المظلم . وبذا تحقّق ماراته ( مارنا ) فى حلمها تماما .
وكان هذا الشابّ قد التجاء الى القصر القديم ، ولكنّ احد ابراجه انهار إ ثر إ صابته بقذيفة مدفع للعدو ، فـحـيـل بـيـنـه وبـيـن الخـروج ، ولم يـجـد بـابـا آخـر للخـروج مـنـه . وعـاش طـيـلة هـذه المـدّة يـاءكـل مـن زاده الذى يـتكوّن من الخبز والجبن ، وعثر على عدّة شموع استطاع ان يستضى ء بنورها مدّة ، إ لاّ انّه عاش فـى ظـلام مـطـبـق بـعـد ذو بـانـها . وكان انيسه وجليسه فى ذلك السجن المظلم هو الفئران التى يتجاوز عددها المئات ، وكان لا يرجو آنذاك سوى اللّه ، فكان يدعوه ليل نهار .
وقـد اسـتـدعـتـه السـلطـان العـسـكـريـة للجـيـش البـولونـى ؛ بـغـيـة الاطـّلاع عـلى تفاصيل هذه الحادثة ، فتناولت جميع جوانبها بحثا وتحقيقا ، واخيرا اقرّت بها .
وسرّح ( ستانلا ) من الخدمة العسكرية بتقدير وتجليل ، ثمّ تزوّج خطيبته الوفية التى انقذت حياته باعتقادها الراسخ باءحلامها . ...تحياتي... /* منقولـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــة*/ | |
|
مايلي Admin
عدد المساهمات : 166 نقاط : 28453 السٌّمعَة : 2 تاريخ التسجيل : 25/06/2009 العمر : 29
بطاقة الشخصية الواحة: 6
| موضوع: رد: حلم ..لكن هو حقيقة!! الثلاثاء يوليو 14, 2009 12:25 pm | |
| | |
|